المقابلة لسعادة سفير روسيا الاتحادية لدى الجزائر السيد فاليريان شوفاييف أجرتها معه صحيفة "الشروق"، 6 ديسمبر 2022
كيف تقيمون واقع العلاقات الثنائية بين البلدين، وما هي سبل تعزيزها، خاصة بعد ترقية العلاقات الثنائية إلى مستوى «شراكة إستراتيجية»؟
بدأت العلاقات بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وروسيا الاتحادية قبل استقلال الجزائر وحتى الآن تستمر في التطور بشكل ديناميكي في جميع المجالات. أما الشراكة الاستراتيجية الروسية الجزائرية فلا يمكن بناؤها بمجرد الإعلان عن وجودها أو بتوقيع وثيقة أو قرار أو بيان. من الضروري العمل المكثف على تنفيذها. والحقيقة هي أن علاقاتنا وصلت مؤخرا إلى حدّ ما يمكن التأكيد على أننا حققنا هذه الشراكة الاستراتيجية.
زيارة منتظرة للرئيس عبدالمجيد تبون إلى روسيا لموسكو، قد تكون نهاية السنة، ماذا ستقدم هذا الزيارة، قياسا بما قاله وزير الخارجية رمطان لعمامرة الذي قال «نأمل أن تكون زيارة عبدالمجيد تبون إلى روسيا بداية مرحلة جديدة في علاقاتنا»؟
فيما يخص بزيارة فخامة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية إلى روسيا الاتحادية، فيوجد لدى الجانبين اتفاق وتفاهم مبدئي على أن الرئيس عبدالمجيد تبون يزور موسكو قبل نهاية العام الجاري. وطبعا هذا سيكون معلما مهما جدا في تاريخ بلدينا. ونأمل أن تعطي الزيارة دفعا إيجابيا لتطوير علاقاتنا.
مما لا شك فيه أن العلاقات في الجانب السياسي والعسكري قوية ومستمرة، في الجانب الآخر لكن التبادل التجاري ضعيفة للغاية، لا نلحظ نشاطا كبيرا لروسيا، قد نستثني شركة غازبروم، حتى الصادرات الفلاحية الجزائرية إليكم ضعيفة نوعا ما؟
لا يمكنني أن أقول إن التبادل التجاري بين بلدينا ضعيف لكن بالطبع يوجد مواضيع يجب أن نعمل عليها. ونفهم نحن وأصدقاؤنا الجزائريون أن العلاقات التجارية والاقتصادية الروسية الجزائرية تملك فرص يجب استخدامها لصالح تعاوننا. لذلك من الضروري إيجاد أشكال جديدة من التعامل بما في ذلك من خلال إقامة علاقات بين الشركات الجزائرية والروسية ونعمل حاليا على ذلك. لو وجدير بالذكر أن الشراكات العملاقة مثل غازبروم والعديد من الشركات الأخرى قد أثبتت وجودها هنا في الجزائر. وعلى فكرة فإن طريق أكثر فعالية لبناء الجسور بين شركات جزائرية وروسية هو العمل في الإطار الجماعي من خلال اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-الروسية للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني التي تعتبرها كل من سفارة روسيا الاتحادية لدى الجزائر وقادتنا في موسكو ألية ثنائية فعالة للغاية. وهكذا في إطار الدورة 10 للجنة التي انعقدت في الجزائر في شهر سبتمبر الماضي قد بذلنا جهودا كبيرة لتطوير وتحسين إطارات التعاون الثنائي.
أعلنت روسيا على لسان المبعوث الخاص للرئيس بوتين إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، عن ترحيب موسكو برغبة الجزائر في الانضمام إلى مجمع «بريكس»، ماذا ستقوم روسيا في هذا الصدد للمساعدة في انضمام الجزائر لهذا الفضاء؟
تقديم الطلب الجزائري إلى بريكس هو قصة طويلة الأمد. ليس سرا أنه تم تقديمه من خلال رسالة من فخامة رئيس الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية السيد عبدالمجيد تبون إلى فخامة رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين. ولا نلاحظ أي مشاكل فيما يتعلق بتقديم الطلب الجزائري الرسمي. ومع ذلك هناك دول أعضاء أخرى في بريكس وعليهم أن يتفقوا بينهم على إطارات إجرائية وإدارية وقانونية لإدراج أعضاء جدد في المجموعة المذكرة والمشاورات بهذا الخصوص جارية الآن.
قضية الصحراء لا تزال في الواجهة، هي محل مداولات مستمرة في مجلس الأمن الدولي، ما موقف روسيا من القضية التي عمّرت أزيد من 4 عقود، وهي التي امتنعت عن التصويت في الجلسة السابقة لصالح التمديد لبعثة المينورسو؟
موقف روسيا الاتحادية عن قضية الصحراء الغربية يتسم بالشفافية والوضوح. ندعم العملية التي بدأتها الأمم المتحدة ونرى إمكانية حل هذه القضية القديمة تحت رعاية الأمم المتحدة وعلى القاعدة القانونية المنصوص عليه في قرارات مجلس الأمن. يجب على مشاركي النزاع المباشرين المذكورين في مستندات الأمم المتحدة أن يجدوا صيغة الحل النهائية. هاتان هما المملكة المغربية وجبهة البوليساريو. إن روسيا كالعضو الدائم في مجلس الأمن للأمم المتحدة مستعدة لقبول أي حل وإذا لزم الأمر أن نكون ضمان لأي حل كان لهذا النزاع. أما موقفنا من تمديد صلاحيات مينورسو فهذا ليست المرة الأولى التي يمتنع فيها الوفد الروسي عن التصويت. هذا لا يعني على الإطلاق أننا نعترض على أنشطة مينورسو فنحن ندعم أنشطة الأمم المتحدة. ولكن في نفس الوقت فإن مؤلفي القرارات المتعلقة بمينورسو وهم الدول الغربية والأميركان بشكل ذات يصرون على إدراج أحكام خطيرة في النصوص الختامية تفتح الطريق لفرض حلول نهائية في مصالحهم بما في ذلك ما يتعلق بالقضايا الدولية الأخرى. طبعا أود أن أؤكد مرة أخرى أن تمديد صلاحيات مينورسو مهمّ جدا لكن روسيا لا تتفق في بعض الأحيان مع الصياغة الواردة في القرارات.
ماذا حققت روسيا بعد أشهر من بداية عملياتها العسكرية في أوكرانيا؟
على الأقل من الواضح لأي شاهد صادق أن نظام كييف أثبت طبيعته النازية وجوهره المعادي لروسيا. كان إطلاق العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا قرارا مضطرا وصعبا لروسيا ونسعى إلى إنهاء الأعمال القتالية في أقرب وقت ممكن. بالنسبة لأحداث معينة» في ميدان المعركة« فهذا الشيء يخص الخبراء العسكريون - وأنا لست رجلا عسكريا. لا يسعني إلا أن أقول إن عمليات الجيش الروسي تهدف إلى تقليل الخسائر بين أفراد الجيشين والمدنيين. نحن لا نقاتل الشعب الأوكراني بل نظام المعادي لروسيا في كييف.
روسيا والجزائر بَلدان رائدان في مجال الطاقة، ما هي أوجه التعاون بينهما في إطار “أوبك بلس”؟ وهل بالإمكان تفعيل التنسيق بين البلدين، خاصة في ظل تراجع أسعار النفط المسجل مؤخرا؟
يتطور التعاون بين الجزائر وروسيا في إطار أوبك+ بشكل إيجابي وبناء. من وجهة نظر روسيا من المهم تنسيق الجهود من أجل استقرار أسواق الطاقة وتعزيز توازن بين مناهج للمنتجين والمستهلكين. وإن أصدقاؤنا الجزائريون يفهمون تماماً هذا الواقع ما يضع أساسا إيجابيا للتعاون الثنائي في هذا المجال